للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفرقة السّادسة: الرِّزامية.

بكسر الراء: أصحاب رزام، قالوا: أوصى بالإمامة أبو هاشم إلى علي بن عبد الله بن عبّاس، ثم إلى ولده محمّد، ثمّ إلى ولده إبراهيم، وهو صاحب أبي مسلم الّذي دعا إليه وقال بإمامته، وادعوا حلول الإلهية فيه، وقالوا بتناسخ الأرواح (١).

وأمّا الزيدية: فهم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب، ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة رضي الله عنها، ولم يجوزوها لغيرهم، ولم يخصوا بها أحدًا دون أحد، بل من خرج منهم بالإمامة، وكان زاهدًا، شجاعًا، سخيًا، عالمًا، وجبت طاعته، وجوزوا خروج إمامين في قطرين.

وكان زيد ينتحل مذهب المعتزلة، وقال بجواز إمامة المفضول لمصلحة لتسكين الفتنة، وحمل على ذلك خلافة أبي بكر وعمر مع أن عليًا أفضل منهما على اعتقاده، ولهذه المقالة رفضته شيعة الكوفة حين علموا أنّه لم يتبرأ من الشيخين رضي الله تعالى عنهما، ولذلك سموا رافضة، وجرت بينه وبين أخيه الباقر مناظرات لا من هذا الوجه، بل من حيث تلمذ لواصل بن عطاء شيخ المعتزلة، مع أنّه يجوز الخطأ على جده في وقعة الجمل وصفين، ومن حيث إنّه تكلم في القدر على خلاف ما عليه أهل البيت، ومن حيث إنّه كان يرى الخروج شرطًا في


(١) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (١/ ١٥٤)، و"المواقف" للإيجي (٣/ ٦٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>