للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاستأمر قومه فقالوا: اذهب إلى أجرك فخذه، فأتاه فقال: أجري.

فوفاه، فما جاوز ذلك الرجل إلى حيث ينظر إليه حتى أمر الله الماء بما أمره، فأقبل ذلك الرجل يخوض الماء، فقال: الذي جعلت لي.

قال: لك ما رضيت به.

فغرق فيمن غرق (١).

[٢ - ومنها: مخالفة الوالد في الدين والاعتقاد الحق.]

ومن هنا تعلم أن مخالفة الوالد، وكذلك الأستاذ غير محمودة إذا كان موثوقًا بعقله واستقامته على طلب الحق، والطهارة من سوء الاعتقاد.

وقد روى الحاكم في "مناقب الشافعي" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يُشْبِهَ أَبَاهُ" (٢).

والمراد أن يشبهه في الخير، وحسن الخلق، وطلب الحق، فأما يشبهه في أضداده فمن شقاوته، بدليل ذم اتباع الآباء في الضلال في كتاب الله تعالى.

أو المراد بالحديث مما يعده الناس سعادة أن يشبه الولد أباه.

* تنبِيْهٌ:

كانت أم كنعان كافرة، وكانت تقول عن نوح عليه السَّلام: إنه


(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٤/ ٤٣٤).
(٢) ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (٢٩٩)، والديلمي في "مسند الفردوس" (٦٠١٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>