للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلا بِمَنْ يَلَبْسُ ثَوْبَ الْخَنا ... أَوْ لُبْسَةَ الْخارِقِ والْمارِقِ

وَلا بِمَنْ يَأْكُلُ مالَ الرِّبا ... وَمالَ أَيْتامٍ كَما السَّارِقِ

وَلا بِمَنْ يُؤثِرُ حُبَّ الْمَها ... عَلى هَوى النَّاهِدِ والْعاتِقِ

الْعِلْمُ كُلُّ الْعِلْمِ ما يَنْتَهِي ... بِهِ الْفَتَى عَنْ سَخَطِ الْخالِقِ

[١٥٧ - ومن أعمال اليهود والنصارى: شرب الخمر.]

وقد كان في صدر الإِسلام مباحًا، ثمَّ حرم، ثمَّ صار تحريمها مما أُجمع عليه، وعلم من الدين ضرورة.

روى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن جعفر بن حرفاس: أن عيسى بن مريم عليهما السلام كان يقول: رأس الخطيئة حبُّ الدنيا، والخمر مفتاح كل شر، والنساء حبالة الشيطان (١).

وروى ابن أبي حاتم، والبيهقيُّ عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: إن هذه الآية التي في القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: ٩٠] هي في التوراة: إن الله أنزل الحق ليبطل به الباطل، ويذهب به اللعب، والزفن، والمزامير، والكبارات؛ يعني: البرابط، والزمارات؛ يعني: الدف، والطنابير، والشعر.

والخمر مُزَّة لمن طعمها، وأقسم ربي بيمينه وعزه حياته لا يشربها


(١) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>