للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٢ - ومنها: اللجاج؛ وهو ملازمة الأمر وعدم الانصراف عنه.]

ومن لجاج إبليس حرصه على دخول الجنة بعد أن أخرج منها وطرد، لا لنعيمها, ولا لبرد نسيمها, ولكن لينال من آدم وحواء، فبالغ في الحيلة حتى دخل جوف الحية كما ذكره المفسرون (١).

ومن لجاجه ما قدمناه من أنه واضع خطمه على قلب ابن آدم، لا يترك ابن آدم الذكر إلا بادر اللعين إلى قلبه، فالتقمه؛ لا يمل ولا يفتر.

قيل لبعض السلف: أينام أبليس؟ قال: لو نام لوجدنا راحة (٢).

واللجاج خلق مذموم من الإنسان لما علمت أنه من أخلاق الشيطان.

روح الإِمام أحمد في "الزهد" عن وهيب رحمه الله: أنه قال الخضر لموسى عليهما السلام: يا موسى بن عمران! انزع عن اللجاجة، ولا تمش في غير حاجة، ولا تضحك من غير عجيب، والزم بيتك، وابك على خطيئتك (٣).

ومن لطائف هذا الباب: ما رواه الدينوري في "المجالسة" عن الأصمعي قال: قال عبد الملك بن مروان للحجاج: إنه ليس من أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه، فَعِبْ نفسك، فقال: أعفني يا أمير المؤمنين، قال: فأبى، قال: أنا لجوج، حقود، حسود، قال عبد الملك: ما في الشيطان شر مما ذكرت.


(١) انظر: "تفسير الطبري" (١/ ٢٣٧).
(٢) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٢٦٦) عن الحسن البصري.
(٣) رواه الإِمام أحمد في "الزهد" (ص: ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>