للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* تَنْبِيْهانِ:

الأَوَّلُ: ذكر النووي، وغيره أنه يقال: أنفق في الخير، وأما في الشر فيقال: غرم وخسر.

قلت: هذا في الغالب، ومن غير الغالب ما نقلناه عن ابن مسعود، وابن عباس، وعلي، ومجاهد - رضي الله عنهم -.

الثَّانِي: البخل والتقتير تفريط، والإسراف والتبذير إفراط، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.

وهما من أعمال الشيطان، والقصد بين الطرفين هو السنة في كل مقام، ولذلك قال مطرف: عمل المؤمن حسنة بين السيئتين (١).

وقال رحمه الله: خير الأمور أوساطها. رواه البيهقي في "الشعب" (٢).

وروى الإمام أحمد، والحاكم وصححه، والبيهقي في "السنن" عن بريدة رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا؛ فَإِنَّهُ مَنْ يُشَادَّ هَذَا الدِّيْنَ غَلَبَهُ" (٣).

وقال الله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: ٢٩].


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٣٨٨٨)، والطبري في "التفسير" (١٩/ ٣٨).
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٦٦٠١).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٣٥٠)، والحاكم في "المستدرك" (١١٧٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>