للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ سعد: يا رسول الله! أعف قيسًا من السعاية (١).

* فائِدَةٌ:

من عتو الحجاج بن يوسف: ما أخرجه المعافى بن زكريا في "الأنيس والجليس" عن عوانة قال: خطب الحجاج الناس بالكوفة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أهل العراق! تزعمون أنا من بقية ثمود؟ وتزعمون أني ساحر؟ وتزعمون أن الله علمني اسمًا من أسمائه أقهركم به؟ وأنتم أولياؤه بزعمكم؟ وأنا عدوه؟ فبيني وبينكم كتاب الله - عز وجل -: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} [هود: ٦٦]، فنحن بقية الصالحين إن كنا من ثمود.

وقال تعالى: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (٦٩)} [طه: ٦٩]، والله أعدل في حكمه من أن يعلم عدواً من أعدائه اسمًا من أسمائه يهزم به أولياءه.

ثم حمي وكثر كلامه، فتحامل على رمانة المنبر فحطمها، فجعل الناس يتلاحظون بينهم وهو ينظر إليهم: يا أعداء الله! ما هذا الترامز؟ إنا حُذيا الظبي السانح، والغراب الأبقع، والكوكب ذي الذنب.

ثم أمر بذلك العود فأصلح قبل أن ينزل عن المنبر (٢).


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (١٤٥٠)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ١٥٧).
(٢) رواه المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح والأنيس الناصح" (ص: ٤٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>