للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له: "لا تَخْرُجْ حَتَّىْ تُحَدِّثَ بِرَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ".

فلما أراد الخروج أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَا قَيْسُ! لا تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىْ رَقْبَتِكَ بَعِيْرٌ لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةٌ لهَا خِوَارٌ، أو شَاةٌ لهَا يَعَارٌ، ولا تَكُنْ كأبي رِغَالٍ".

فقال سعد: يارسول الله! وما أبو رغال؟

فقال: "مُصَدِّقٌ بَعَثَهُ صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ فَوَجَدَ رَجُلاً بِالطَّائِفِ فِيْ غُنِيْمَةٍ قَرِيْبَةٍ مِنْ الْمِئَةِ شَصَاصٍ إِلاَّ شَاةً وَاحِدَةً، وَابْنٍ لَهُ صَغِيْرٍ لا أُمَّ لَهُ، فَلَبَنُ تِلْكَ الشَّاةِ عَيْشُهُ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ الغَنَمِ: مَنْ أَنْتَ؟

قَالَ: أَنا رسُوْلُ رسُوْلِ اللهِ.

فَرَحَّبَ، وَقَالَ: هَذهِ غَنَمِي؛ فَخُذْ مَا أَحْبَبْتَ.

فَنَظَر إِلَىْ الشَّاةِ اللَّبُوْنِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: هَذَا الْغُلامُ كَمَا تَرَى لَيْسَ لَهُ طَعَائم وَلا شَرَابٌ غَيْرُهَا.

قَالَ: إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ اللَّبَنَ فَأَنَا أُحِبُّهُ.

فَقَالَ: خُذْ شَاتَيْنِ مَكَانها، فَأَبَىْ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ يزِيْدَهُ وَيَبْذُلُ حَتَّى بَذَلَ لَهُ خَمْسَ شِيَاهٍ شَصَائِصَ مَكَانها، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَىْ عَمَدَ إِلَى قَوْسِهِ فَرَمَاهُ، فَقَتَلَهُ، وَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لأَحِدٍ أَنْ يَأْتِي رَسُوْلَ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ بِهَذَا الْخَبَرِ قَبْلِي، فَأَتَى صَاحِبُ الْغَنَمِ صَالِحًا النَّبِيَّ، فَقَالَ صَالِحُ: اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبَا رِغَالٍ، اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبَا رِغَالٍ".

<<  <  ج: ص:  >  >>