للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَمْ أَبْتَذِلْ فِي خِدْمَةِ العِلْمِ مُهْجَتِي ... لأَخْدِمَ مَنْ لاقَيْتُ لَكِنْ لأُخْدَما

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ العِلْمِ صانُوهُ صانهمْ ... وَلَوْ عَظَّمُوهُ فِي النُّفُوسِ لَعَظَّما

وَلَكِنْ أَذَلُّوهُ فَهانَ وَدَنَّسُوا ... مُحَيَّاهُ بِالأَطْماعِ حَتَّى تَجَهَّما

أَأَغْرِسُهُ عِزًّا وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً ... إِذاً فَاتِّباعُ الْجَهْلِ قَدْ كانَ أَسْلَما (١)

* تَنْبِيهٌ:

اختلف السلف والخلف في القبول من السلاطين:

- فمنهم من كان يقبل.

- ومنهم من كان لا يقبل، وهو الورع.

ومحل الخلاف فيما لا يعلم مالكه فلا يقبله إلا من يأخذه ليرده على مالكه.

وروى ابن أبي الدنيا في "العقوبات" عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه: أن رجلاً قال له: يا أبا الدرداء! كنا نأخذ القليل من المال فنجد منه البركة، وإنا نأخذ اليوم الكثير من المال فلا نجد فيه ما ينفعنا ولا نجد فيه بركة؟

فقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: لأنه مال جمع من القلوب؛ يعني: من الظلم.

وبيانه: أنه من أخذ منه ماله مظلوماً في أخذه يتعلق قلبه بماله


(١) تقدم تخريج الأبيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>