لو بكَّر العبد إلى السوق أو تأخر فيها بقصد قضاء حاجة مسلم أو بقصد إرغام الشيطان بالذكر من غير أن يلزم من ذلك فوت صلاة عن أول وقتها أو فوت جماعة، كان ذلك حسناً لأن الأعمال بالنيات، وأصل دخول السوق على الإباحة، فإذا اقترن بالنية كان طاعة.
وقد روى ابن أبي الدنيا في كتاب "الذكر" عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أنه قال: اغدوا بنا إلى السوق، ولنذكر الله - رضي الله عنه -؛ فإن إبليس قد غدا ونصب رايته، ووضع كرسيه وبث ذريته.
قال: فإذا غدا الرجل إلى السوق فليقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير؛ فإن له بكل كلمة من هذه الكلمات حسنة تكتب، وخطيئة تمحى، ودرجة ترفع، وعدل رقبة من بني إسماعيل، وشجرة تغرس، ورضوان من الله أكبر، ذلك هو الفوز العظيم.
وروى هو والترمذي، والحاكم عن عمر رضي الله تعالى عنه، وابن ماجه، والحاكم عن ابنه رضي الله تعالى عنه؛ كلاهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مَنْ قَالَ فِيْ سُوْقٍ مِنَ الأَسْوَاقِ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيى ويُمِيْتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوْتُ، بِيَدهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْر، كتَبَ اللهُ لَهُ أَلفَ أَلفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ ألْفِ