فقال الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ (١٤٦)} [النساء: ١٤٦] لأنهم كانوا يعتصمون بالناس وبالأموال، وكانوا يراؤون الناس بالأعمال، ولذلك اشترط عليهم الاعتصام بالله والإخلاص لله، فينبغي أن تكون توبة كل عبد على قدر معاصيه، قليلاً بقليل، وكثيراً بكثير، ويكون التائب في الإصلاح والإحسان على قدر ما كان أفسد ليكون كما قال تعالى: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (٣٠)} [الكهف: ٣٠]، و {أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (١٧٠)} [الأعراف: ١٧٠] كذلك. ذكره أبو طالب في كتاب "القوت"(١)، وهو حسن.
* تَتِمَّةٌ:
لا يخفى أن الإيمان والنفاق صفتان قلبيتان متقابلتان متضادتان، فأي خلق أو عمل اندرج في الإيمان كان علامة عليه، أو تتمة له، كان ضده مندرجاً في النفاق أو عَلَماً عليه، فينبغي أن نذكر هنا نبذة من الآيات والأحاديث الواردة في صفات المؤمن ليستدل بها على أضدادها فتجتنب.