لا يرزق ولا يمطر، ولولا الكلاب والحمير وأمثالها لم يمطر، فهو في صدقتها ومنتها في كل رزق تمطره السماء أو تنبته الأرض؛ فافهم!
* تنبِيْهٌ:
يتناول وعيد المطففين من طفف لنفسه، ومن طفف لغيره، وهو أخبث منه، ومن رضي أن يطفف له.
روى ابن مردويه - وأصل الحديث عند التّرمذي - عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَا مَعْشَرَ الْمَوَالِي! إِنَّ اللهَ خَصَّكُمُ بِخصْلَتَيْنِ بِهِمَا هَلَكَت الْقُرُوْنُ مِنْ قَبْلِكُمُ: الْمِكْيَالَ، وَالْمِيْزَانَ".
وفي رواية:"يَا مَعْشَرَ التُّجَارِ! وُلِّيْتُمْ أَمْرَيْنِ"(١).
قال بعض العلماء: إنما نادى الموالي على الرواية الأولى لأن التجار جرت عادتهم بأن مواليهم وخدمهم يتولون لهم الكيل والوزن، فناداهم لأنهم هم المباشرون، وذنبهم أعظم لأنهم ممن يبيع دينه بدنيا غيره.
ونادى التجار على الرواية الثانية لرضاهم بما يفعله مواليهم، وفعل مواليهم ناشئ عن أمرهم في الغالب.
(١) ورواه الترمذي (١٢١٧) وضعفه، وقال: لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث حسين بن قيس، وحسين بن قيس يضعف في الحديث، وقد روي هذا بإسناد صحيح عن ابن عباس موقوفاً.