للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٣ - ومن أخلاق عاد: الغفلة عن الموت والعقوبة، واستبعاد موعود الله تعالى.]

كما دل عليه قولهم لهود عليه السَّلام: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الأعراف: ٧٠].

وقال الله تعالى حكاية عنهم: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (٣٦) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [المؤمنون: ٣٦ - ٣٧].

تقدم عن زيد بن أسلم قال: كان في الزمن الأول يمضي أربعمئة سنة لم يسمع فيها بجنازة.

قال بعض العلماء: كان هذا في زمن عاد.

قلت: وليس حال من أملي له بحيث كان يمكث الزمن الطويل لا يرى جنازة لقلة من يموت بأعجب من أحوالنا، ونحن في كل يوم نرى أو نسمع بعدة موتى ولا نتعظ، ولا نستيقظ؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون: [من مخلّع البسيط]

لَوْ أَنَّنَا لا نَرَى وَنَسْمَعْ ... فِي كُلِّ يَوْمٍ يأتي بِمَصْرَعْ

لَكانَ عُذْراً لَنا إِذا ما ... كانَ لَنا فِي الْبَقاءِ مَطْمَعْ

لَكِنَّما الْمَوْتُ كُلَّ يَوْمٍ ... يُؤْوِي الْوَرَى فِي الثَّرى وَيَجْمَعْ

وَإِنّنَا غافِلُوْنَ عَمَّا ... قَدْ هَدَّ مِنا الْقُوى وَأَوْجَعْ

حتامَ نَرْعَوِي وَحَتَّا ... م نُطِعْ رَبَّنا وَنخْشَعْ

<<  <  ج: ص:  >  >>