للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأمراء، والقراء؛ فإذا فسدت الأمراء فسد المعاش، وإذا فسدت العلماء فسدت الطاعات، وإذا فسدت القراء فسدت الأخلاق (١).

ومفهومه: أن المعاش إنما يصلح بصلاح الأمراء، والطاعات بصلاح العلماء، والأخلاق بصلاح القراء.

بيانه: أن المراد إذا فسدت الأمراء فظلمت أهل الزرع ضعفوا عنه، أو أهل الماشية قلَّتْ ماشيتهم، أو أبعدوا ماشيتهم عن ولاية الأمير الظالم، أو أهل التجارة قلَّتِ البضائع وانقطع الجلب عن البلد، فيفسد المعاش.

وإذا فسدت العلماء تساهلوا في الطاعات، أو تجوزوا في المكروهات والمحرمات، فالعوام يركبون ما يهون، ويحتجون بأحوال العلماء، فتفسد الطاعات.

وإذا فسد القراء فلم يتخلقوا بأخلاق القرآن من الحلم والكرم، والاحتمال والإعراض عن الجاهلين، وظهرت عليهم مساوئ الأخلاق، فالعامة يقع بعضهم في بعض بكل سوء، فتفسد الأخلاق من الخاصة والعامة.

* فائِدَةٌ هِيَ تَمامُ سَبْعِينَ فائِدَةً:

روى السلمي أيضا عن أبي بكر الوراق أيضاً قال: إذا فسدت العامة


(١) رواه السلمي في "طبقات الصوفية" (ص: ١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>