للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قلت: [من المجتث]

عَجِيبٌ مِنْ عَجِيبٍ ... نَجِيبٌ مِنْ نَجِيبِ

وَكَمْ مِنْ بارعٍ لَيْـ ... ـسَ ذا جَدٍّ حَسِيبِ

وَحُكْمُ اللهِ يَمْضِي ... عَلى وَجْهٍ غَرِيبِ

فَسَلِّمْ ما تَرى فِي الـ ... ـوجُودِ مِنَ الضُّروبِ

فَرَدُّ الأَمْرِ لِلَّـ ... ـه مِنْ شَأْنِ الأَرِيب

- ومن ذلك الديك: من أخلاقه السَّخاء والإيثار لأنه يأخذ الحبة بمنقاره ولا يأكلها، وإنما يُلقيها إلى الدجاج ويؤثرهن، ولذلك قالوا في المثل: أسخى من الديك؛ ذكره الزمخشري (١).

وقال القمي: من أمثالهم: أسخى من لافظه؛ قال الخليل: يعني: الديك (٢).

والتشبه به في ذلك بالقيام على الأهل والعيال بالكفاية؛ فإن كفاية العيال من أفضل أنواع الكرم، وأي كرم لمن يُجيع عياله، ومن ذا الذي يرجو بعد ذلك نواله؟

كما قال أبو العتاهية: [من مخلَّع البسيط]

مَنْ ذا الَّذِي يَرْتَجِي الأَقاصِي ... إِنْ لَمْ ينَلْ فَضْلَهُ الأَدانِي (٣)


(١) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (١/ ١٥٩).
(٢) انظر: "العين" للخليل (٨/ ١٦٢).
(٣) انظر: "الشعر والشعراء" لابن قتيبة (ص: ١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>