للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن المبارك في "الزهد" عن الحسن قال: إن المؤمن جمع إحسانًا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمناً، وتلا هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: ٥٧ - ٥٨].

قال: وقال في المنافق: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: ٧٨] (١).

[٦٣ - ومنها: الاعتذار عن المعاصي والظلم بما ليس بعذر.]

كما يحتج كثير ممن يدخل المداخل المحرمة لتحصيل الدنيا بالعيال، وكما يحتج الظلمة عن الظلم بجريان العادة، أو بكثرة ما عليهم من المؤنة.

قال الله تعالى: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا (١١)} [الفتح: ١١] الآية.

[٦٤ - ومنها: التسويف بالتوبة حتى يدركه الموت.]

قال الله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٧) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} [النساء: ١٧ - ١٨].

قال أبو العالية رحمه الله تعالى في قوله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ}


(١) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٣٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>