للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرديتهم يمشون في قمص، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَبِفِعْلِ الْجاهِلِيَّةِ تَأْخُذُونَ؟ أَوَ بِصُنع الْجاهِلِيَّةِ تشَبَّهُونَ؟ فَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَدْعُوَ عَلَيْكُمْ دَعْوَةً تَرْجِعُونَ فِي غَيْرِ صُوَرِكُمْ"، فأخذوا أرديتهم ولم يعودوا لذلك (١).

[٨٨ - ومنها: تبرج النساء.]

قال الله تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: ٣٣].

وروى عبد بن حميد عن معاوية بن قرة - رضي الله عنه - قال: كان نساء الجاهلية يلبسن الخلاخل الصُّم، فأنزل الله هذه الآية: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور: ٣١] (٢).

فقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: هو أن تقرع الخلخال بالآخر عند الرجال، أو يكون على حليها جلاجل فتحركهن عند الرجال، فنهى الله عن ذلك لأنه من عمل الشيطان. رواه المفسرون (٣).

قلت: حدث هذا في الأزمنة المتأخرة في أكثر النساء أنهن يضعن في ضفائرهن الجلاجل، وربما مشين به في الأسواق، وربما سَمَّينه:


(١) رواه ابن ماجه (١٤٨٥). قال أبو حاتم: حديث منكر، وعلي بن الحزور منكر الحديث، ونفيع بن الحارث منكر الحديث ضعيف. كما في "العلل" لابن أبي حاتم (١/ ٣٥٦).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٦/ ١٨٦).
(٣) رواه الطبري في "التفسير" (١٨/ ١٢٤)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٨/ ٢٥٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>