للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى ابن قتيبة عن بعضهم أن واحده: درُّوج؛ كفرُّوج.

وهو طائر أسود باطن الجناحين، أغبر ظاهرهما على خلقة القطا إلا أنه ألطف من القطا، وهو من جملة الطير المبشرة بالربيع.

ذكر الدميري، والسيوطي أنه يقول في تصويته: بالشُّكر تدوم النعم، وصوته على وزن هذه الكلمات.

والاعتبار في ذلك أن يتلقى العبد نعمة الربيع وكل نعم الله تعالى المسبغة عليه بالشكر.

- وكذلك الطير المعروف في بلاد الشام والروم بدائم اشكر، وهو من أنواع الحمام شبيه بالقمري؛ فإنه سمي بذلك لأن صياحه على مثل هذا الوزان: الدائم اشكر؛ أي: اشكر الدائم؛ بذلك تعرفه عوام الناس، ويعرفون القمري بالكريم لأن صياحه على وزن: يا كريم.

والاعتبار في ذلك أن يكون مستديم الشكر كما أن الله تعالى يتداومه بالنعم ويتداركه بها، فالشكر يحصل بالطاعات، وأظهرها فيه اللسان، والحمد أظهر ما ينطق به اللسان فيه، ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رَأْسُ الشُّكْرِ الْحَمْدُ لله" (١).

- ومن ذلك: القطا: وهو جمع قطاة، ويُجمع على قَطَوات، وقَطَيات كما قاله الجوهري (٢)، وهي نوعان: كدرية، وجونية.


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٤٣٩٥)، والديلمي في "مسند الفردوس" (٢٧٨٤) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنها -.
(٢) انظر: "الصحاح" للجوهري (٦/ ٢٤٦٤) (مادة: قطو).

<<  <  ج: ص:  >  >>