للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالكدرية: غبر اللون، رقش البطون والظهور، صغار الحلوق، قصار الأذناب، وهي ألطف من الجونية.

والجونية: سود بطون الأجنحة والقوادم، وظهرها أغبر أرقط يعلوه صفرة، وهي أكبر من الكدرية.

والكدرية فصيحة تنادي باسمها: قطا قطا مفسرة.

والجونية تغرغر بذلك من حلقها؛ ولهذا سميت جوني.

والقطا شديدة الطيران، وتوصف بالهداية لأنها تبيض في القفر، وتستقي من بعيد بحيث إنها تقطع من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبع مراحل حتى تقع على الماء، فتستقي وتأتي به في حواصلها لفراخها، وتعود في الظلمة، فإذا كانت حيال أولادها صاحت: قطا قطا، وبه سميت، فتجيبها أولادها فلا تخطئ مكانها بلا عَلَم ولا شجر ولا إشارة، ومن هنا ضُرب بها المثل في الهداية.

وربما طلبت الماء من مسيرة عشرين ليلة وأكثر وأقل، وتعود من ليلتها، ولذلك اختار العباس بن الأحنف التمثيل بالقطا في قوله: [من الطويل]

أَسِرْبَ القَطا هَلْ مَنْ يُعِيرُ جَناحَهُ ... لَعَلِّي إِلَى مَنْ قَد هَوِيْتُ أَطِيرُ

فَجَاوَبْنَنِي مِنْ فَوْقِ غُصْنِ أَراكَةٍ ... أَلا كُلُّنا يا مُسْتَعِيرُ يُعِيرُ

وَكُلُّ قَطاةٍ لَمْ تُعِرْكَ جَناحَها ... تَعِيشُ بِذُلٍّ وَالْجَناحُ كَسِيرُ

وقال مزاحم العقيلي في القطا وفرخها: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>