للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية [النساء: ١٧]: هذه للمؤمنين.

وفي قوله: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ (١٨)} [النساء: ١٨] قال: هذه لأهل النفاق.

وأنزل: {وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ (١٨)} [النساء: ١٨] قال: هذه لأهل الشرك. رواه ابن المنذر، وابن أبي حاتم (١).

والمعنى: أن المنافقين من شأنهم الإصرار على المعصية، والتسويف بالتوبة من حين إلى حين حتى يعاين أحدهم الموت، ويغرغر بروحه فيحال بينه وبين التوبة، وحينئذ يتوب فلا تنفعه التوبة؛ إذ "تُقْبَلُ تَوْبَةُ الْعَبْدِ ما لَمْ يُغَرْغِرْ" (٢) كما صح في الحديث.

٦٥ - ومنها: إظهار التوبة، وطلب الدعاء من الصالحين باللسان، والقلبُ على خلاف ذلك.

قال الله تعالى: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ (١١)} [الفتح: ١١].

وقالت رابعة العدوية رحمها الله تعالى: استغفار بلا إقلاع توبة الكذابين (٣).

والمنافقون أكذبهم.


(١) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٣/ ٩٠٠ - ٩٠١) مفرقًا.
(٢) رواه الترمذي (٣٥٣٧) وحسنه.
(٣) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٧١٧٧) من قول ذي النون.

<<  <  ج: ص:  >  >>