للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأوحى الله إليه: لو سألتني بالذي دعا آدم فمن دونه ما أجبتك فيه، ولكني أخبرك: إنما صنعت فيه هذا لأنه كان يطلب الدنيا بالدين (١).

٢٧ - ومنها: التشبه بالبهائم في قِصَر العمر على مصالح الدنيا، وشهوات النفس دون الاشتغال بشيء من أمر المعاد.

روى الإمام عبد الله بن المبارك في "الزهد" عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال رضي الله تعالى عنه: ويل للواثين الذين يلوثون مثل البقر، ارفع يا غلام، ضع يا غلام في ذلك، لا يذكرون الله تعالى (٢).

شبه الذين ليس لهم هم إلا الولع بالأمر والنهي في أمور دنياهم مع الغفلة عن الآخرة بالبقر إذا ولعت بشيء في أفواهها لا تعقل شيئاً من الطاعات ولا تفعله.

[٢٨ - ومنها: التشبه بالكلب في الذل عند الجوع.]

بلغني عن والدي رحمه الله تعالى أنه كان يقول: اللئيم إذا جاع ذل، والكريم إذا جاع ساء خلقه وغضب، والكريم في ذلك متشبه بالأسد، واللئيم متشبه في ذلك بالكلب.


(١) انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي (١/ ٢٤٩).
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>