للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣١ - ومنها: التبكير إلى المساجد يوم الجمعة للشهادة للسابقين والمبكرين على اختلاف مراتبهم، ولحضور الخطيب، وسماع الخطبة، والإنصات لها، وشهود الصلاة بعدها.

روى الشيخان، وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

قال: "إِذا كانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَىْ بابِ الْمَسْجِدِ يَكْتبوْنَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الذِيْ يُهْدِيْ بَدَنةً، ثُمَّ كَالَّذِيْ يُهْدِيْ بَقَرَة، ثُمَ كَبْشا، ثُمَّ دَجاجَة، ثُمَّ بَيْضَة، فَإذَا خَرَجَ الإِمامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ يَسْتَمِعُوْنَ الذِّكْرَ" (١).

قال الحافظ زين الدين العراقي رحمه الله تعالى: المراد بالملائكة الذين يحضرون الجمعة، ويكتبون الناس على منازلهم غير الحفظة الموكلين ببني آدم؛ لأن الحفظة يكتبون كل شيء عمله ابن آدم.

قال: وهؤلاء الملائكة الذين يكتبون منازل الجائين إلى الجمعة يجتمعون لذلك، كما روي عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه (٢)، وكما قاله أبو بكر بن العربي.


(١) رواه البخاري (٨٨٧)، ومسلم (٨٥٠).
(٢) يشير إلى الحديث الذي رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٥/ ٢٦٠) عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تقعد الملائكة على أبواب المساجد فيكتبون الأول والثاني والثالث، حتى إذا خرج الإِمام رفعت الصحف".

<<  <  ج: ص:  >  >>