للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَلَعْتُ عَذاري جامِحاً ما يَرُدُّنِي ... عَنِ البِيضِ أَمْثالِ الدُّمى زَجْرُ زاجِرِ

قال: وأصله من جموح الفرس، وهو اعتزازه صاحبه، وغلبته عليه (١).

وقال البوصيري: [من البسيط]

مَنْ لِي بِرَدِّ جِمَاحٍ مِنْ غَوايَتِها ... كَما يُرَدُّ جِماحُ الْخَيْلِ بِاللُّجُمِ

١٥٦ - ومنها: التشبه في العجز والقصور عن طلب المنازل العلية والمراتب السنيَّة بدواب الجُحَر كالضب، وغيره.

والجُحَر - بضم الجيم، وفتح المهملة - جمع جُحر - بالضم -: وهو ما تحتفره السباع والهوام لأنفسها.

قال الطرطوشي في "سراج الملوك": وقد كان جُهيل رئيس القندهاريين يرى من تصديق القدر وتكذيب الطلب دون أهل زمانه من الملوك ما حجزه عن الطلب والتدبير، فأخرجه إخوته من سلطانه، وقهروه على مملكته، فقال له بعض الحكماء: إنَّ ترك الطلب يُضعف الهمَّة ويُذل النفس، وصاحبه صائر إلى أخلاق ذوي الأجحرة من الحيوان كالضب.

وسائر الحشرات تنشأ في أجحرتها وفيها يكون موتها.

قال الطرطوشي: ثم جمعوا بين الطلب والقدر، وقالوا: إنهما كالعدلين على ظهر الدابة؛ إنْ يُحمل في واحدٍ منهما أرجح مما يُحمل


(١) انظر: "الصحاح" للجوهري (١/ ٣٦٠) (مادة: جمح).

<<  <  ج: ص:  >  >>