للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التجاهر بالظلم، والتنزه عن الاستمرار بالخيانة، والنزاهة عن المطامع الذميمة، ومواقف الرِّيبة، وصيانة النفس عن حمل المِنَن، والاسترسال، والاستعانة بالتماس الكفاية، وتقدير المادة.

وأمّا المروءة الّتي تعود ثمرتها على غير المرء فهي: إسعاف الأهل والإخوان والجيران وغيرهم في النوائب، والعفو عن الزلات، وعن بعض الحقوق المالية -ولو بالتخفيف والإنظار- والحقوق الأحوالية كالرضا بالدون من المجلس، وطرح المنازعة في الرتب، والتقدم في المحافل، والمسامحة في المعاملات، والإفضال جودًا على شكور، أو تآلفًا لنفور، أو استكفافًا ودفاعًا عن العرض.

فمن أتى بذلك كله فهو المرء الكامل المروءة كما يؤخذ من كلام القاضي الماوردي في كتاب "أدب الدِّين والدنيا" (١).

* تَتِمَّةٌ:

روى الدينوري عن المدائني قال: قال عمر - رضي الله عنه -: ما وجدت لئيمًا قط إِلَّا وجدته رقيق المروءة (٢).

ويناسب هذا ما يحرم على الألسنة من المدح بكمال المروءة، والذم بنقصانها.

ونقل ابن عبد ربه في "عقده" عن الأحنف بن قيس أنه قال:


(١) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: ٤٠٦ - ٤٠٩).
(٢) تقدّم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>