للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أرفع مقام هذا الرجل لو كان له في زماننا وجود.

وعلى ذلك درج السلف الصالحون كما روى الدينوري عن صالح المري رحمه الله تعالى قال: قام رجل من العُبَّاد إلى يزيد بن المهلب، فقال: والله إنك أيها الأمير ما استدمت تتابع النعم بمثل اصطناع المعروف، ولا كايدت إبليس بمثل إضمار النصيحة لمن ولاك الله أمره، فإذا كنت كذلك أصلح الله لك ما تخشى فساده، وجمع لك ما تخشى شتاته، وإني والله أيها الأمير لأحب صلاحك، والذي يصل إلي من ذلك أكثر (١).

[٧٦ - ومنها: حضور مجالس الغضب والخصومات التي لا خير فيها.]

روى الإمام أحمد، والطبراني ورجالهما ثقات، عن عطية السعدي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا اسْتَشَاطَ السُّلْطَانُ تَسَلَّطَ الشَّيْطَانُ" (٢).

وروى البغوي في "شرح السنة" بإسناد صحيح، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رجلًا سب أبا بكر رضي الله تعالى عنه عند النبي - صلى الله عليه وسلم - والنبي - صلى الله عليه وسلم - جالس لا يقول شيئًا فلما سكت ذهب أبو بكر


(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٤٤٥).
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٢٢٦)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٧/ ١٦٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>