للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١ - ومن الخصال المذكورة: تشبه العالم إذا فغر [فاه] (١) لتناول أموال الناس، وما سنح له منها بالخنزير إذا وقع في أرض، فعاث فيه يميناً وشمالاً، وأتلف ما انتهى منه.

قال الماوردي في "أدب الدين والدنيا": وقال بعض الأدباء: [من السريع]

ارْثِ لِرَوْضَةٍ تَوَسَّطَها خِنْزِيرْ ... وَابْكِ لِعِلْمٍ حَواهُ شِرِّيرْ (٢)

وقلت في معناه:

ارض لرَوضٍ ظَلَّ فِيه خِنْزِيرُ ... وَابْكِ لِعِلْمٍ قَد حَواهُ شِرِّيرْ

وَاحْذَر مِنَ الشَّرِّ وَأَنْتَ عالِمٌ ... وَانْظُرْ فَما أَقْبَحَ هَذا التَّنْظِيرْ

[٢٢ - ومنها: التشبه بالبهائم في كثرة القيام بالليل مع اللهو، والتبسط في الشهوات، والخوض في الباطل بالنهار.]

روى ابن حبان في "صحيحه"، والأصبهاني في "ترغيبه" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ كُلَّ جَعْظَرِيٍّ، جَوَّاظٍ، صَخَّابٍ فيْ الأَسْوَاقِ، جِيْفةٍ بِالليْلِ، حِمَارٍ بِالنَّهَارِ، [عالمٍ بأمرِ الدُّنيا]، جَاهِل بِأَمْرِ الآخِرَةِ" (٣).


(١) كلمة غير واضحة في "أ" "ت".
(٢) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: ٩٤).
(٣) رواه ابن حبان في "صحيحه" (٧٢)، وكذا البيهقي في "السنن الكبرى" (١٠/ ١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>