للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الدينوري في "المجالسة" عن شعيب بن سليمان رحمه الله تعالى قال: أتى ذو القرنين مغيب الشمس، فرأى ملكاً من الملائكة كأنه يترجح في أرجوحة من خوف الله تعالى، فهاله ذلك، فقال له: علمني علماً لعلي أزداد إيماناً، فقال: إنك لا تطيق ذلك، قال: لعل الله أن يطوقني، فقال له الملك: لا تهتم لغَدٍ، واعمل في اليوم لغد، وإذا آتاك الله من الدنيا سلطاناً فلا تفرح به، وإذا صرفه عنك فلا تأس عليه، وكن حسن الظن بالله، وضع يدك على قلبك، فما أحببت أن تصنع لنفسك فاصنعه بأخيك، ولا تغضب؛ فإن الشيطان أقدر ما يكون على ابن آدم حين يغضب، فرُدَّ الغضبَ بالكظم، وسَكّنْه بالتَّؤُدَة، وإياك والعجلة؛ فإنك إذا عجلت أخطأت، وكن سهلاً ليناً للقريب والبعيد، ولا تكن جباراً عنيداً (١).

[٥٩ - ومنها: الورع، وترك الشبهات]

روى الإمام أحمد عن أنس - رضي الله عنه -، وهو والنسائي عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، والطبراني في "الكبير" عن وابصة رضي الله تعالى عنه، والدارقطني عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَىْ مَا لا يَرِيْبُكَ" (٢).


(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٣٢).
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ١١٢) عن أنس - عز وجل -، و (١/ ٢٠٠)، والنسائي (٥٧١١)، وكذا الترمذي (٢٥١٨) وقال: حسن صحيح، عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما، والطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ١٤٧) عن وابصة رضي الله تعالى عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>