للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسماعيل عليهما السلام.

ولكل من القولين أدلة تدل على صحته، ولا يبعد أن يكون الامتحان وقع لإبراهيم عليه السلام في ولديه ولهما في قصتين، وهذا أحسن ما يقال (١).

[٨١ - ومن أعمال الرجيم وأخلاقه: مصادقة من أصر على مصارمة أخيه المسلم وهجره بغير حق، ورد التحية على من لم يستحقها.]

روى الإمام أحمد - ورجاله رجال الصحيح - وأبو يعلى، والطبراني عن هشام بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ؛ فَإِنَّهُمَا ناَكِبَانِ عَنِ الْحَقِّ مَا دَامَا عَلَى صرَامِهِمَا، وَأَوَّلُهُمَا فَيْئًا - أَي: رُجُوْعًا - إِلَى الْمُصَافَاةِ يَكُوْنُ سَبْقُهُ بِالْفَيْءِ كَفَّارَةً لَهُ وَإِنْ سَلَّمَ فَلَمْ يَقْبَلْ، وَرَدَّ عَلَيْهِ سَلامَهُ رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ، وَرَدَّ عَلَى الآخَرِ الشَّيْطَانُ، وَإِنْ مَاتَا عَلَى صرَامِهِمَا لَمْ يَدْخُلا الْجَنَّةَ جَمِيْعًا أَبَدًا" (٢).


(١) قال ابن القيم في "زاد المعاد" (١/ ٧١): إسماعيل هو الذبيح على القول الصواب، عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وأما القول بأنه إسحاق؛ فباطل بأكثر من عشرين وجهًا. وذكرها.
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٢٠)، وأبو يعلى في "المسند" (١٥٥٧)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٢/ ١٧٥). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٦٦): ورجال أحمد رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>