للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى عنه قال: سألت ابن المبارك رحمه الله تعالى عن الوالد والوالدة إذا أمرا بشيء، فقال: الأب أحق بالطاعة، والأم أحق بالبر (١).

قلت: وهذا حسن.

[٤ - ومنها: إساءة الظن بالوالد، وبالأستاذ، وبالعبد الصالح.]

وقد قال الله تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ (١٢)} [الحجرات: ١٢].

وروى ابن عدي، والخطيب عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِنْ حُسْنِ عِبَادَةِ الْمَرْءِ حُسْنُ ظَنِّهِ" (٢).

نعم، لو كان المظنون فيه محلًّا للتهمة وسوء الظن فعليه يُحمل ما رواه أبو الشيخ عن علي رضي الله تعالى عنه أنه قال: الحزم سوء الظن (٣).

٥ - ومنها: النظر إلى كلام الناس، والخوف من تعييرهم، فيدعوه ذلك إلى مخالفة الشرع والعقل، والوقوع في الحذر، كما يدل عليه قول قابيل: فيتحدث الناس أنك خير مني (٤).


(١) رواه ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٤٣٧)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٠/ ١٢٩) عن ابن المبارك عن مقاتل بن سليمان. وعندهما: "بالصلة" بدل "بالبر".
(٢) رواه ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٢٩١) وقال: بهذا الإسناد لا أصل له. والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٥/ ٣٧٧).
(٣) كذا عزاه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص: ٦٥) لأبي الشيخ.
(٤) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>