فإن حالهم في الأشر والبطر مقرر بحيث إن الله تعالى أخبر به عنهم، ثم كانوا يرمون به صالحًا كما قال الله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٢٤) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦)} [القمر: ٢٣ - ٢٦].
وهذا الخُلق من شر الأخلاق، وأعظم الآثام.
قال الله تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (١١٢)} [النساء: ١١٢].
وقال بعض السلف: بحسب ابن آدم من الشر أن لا يكون صالحاً، ويقع في الصالحين.
[١٥ - ومنها: الاستكثار من الشر.]
وقد قرئت الآية: {مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦)} [القمر: ٢٦] على صفة أفعل التفضيل.
قال في "الكشاف": وهو الأبلغ في الشرارة.
قال: والأَخْير والأَشَر أصل قولهم: هو خير منه وشر منه، وهو أصل مرفوض.