للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: لمَّا استجارت به أَجَارها، وهذا أقرب، وهو مفهوم من رَفِّها على النبي - صلى الله عليه وسلم - دون غيره، أو فهم هو - صلى الله عليه وسلم - ذلك بالوحي.

والحديث داخل في معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم -.

والتشبه بها في ذلك يكون بالتوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو حسنٌ مقبول، وقد تقدم بيانه في التشبه بالأنبياء عليهم السلام.

- ومن ذلك: الزرزور: طائر صغير كالعصفور، وهو نوع منه سمي بذلك لأنه يزرزر؛ أي: يصوت، ويقال له: الزرزر، كما في "القاموس" (١).

وكأن صوته زجل بتسبيح الله تعالى وذكره، فينبغي للعبد أن لا يكون أعجز منه، ولا يزال لسانه رطباً بذكر الله تعالى، وقد شُبهت به الطير التي فيها أرواح المؤمنين لما ذكر.

روى ابن أبي شيبة، والطبراني عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: أرواح المؤمنين في جوف طيرٍ أخضر كالزرازير يتعارفون ويرزقون من ثمر الجنة (٢).

وقلت في الحث على ذكر الله تعالى: [من السريع]


(١) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: ٥١٢) (مادة: زرر).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٣٩٧٨). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٣٢٩): رواه الطبراني في "الكبير" وفيه يحيى بن يونس، ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>