للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥٠ - ومنها: التشبه في الضلال، وهو نقيض الهدى والرشد بالبعير الضَّال، وبالضب، واليربوع.

في المثل: أضل من ضب.

ذكر الدميري والسيوطي: أن الضَّب يُضرب به المثل في الحيرة وعدم الهداية، ولذلك لا يحفر جحره إلاَّ عند أكمة أو صخرة لئلا يضلَّ عنه إذا خرج لطلب الطعم (١).

وقالوا في المثل: ضل ضريس نَفَقَهُ؛ أي: جحره (٢).

قال الجوهري: تقول: إنك تهدي الضَّال، لا تهدي المتضال (٣).

وهو مثل معناه: وإن من ضلاله من غير قصد منه؛ فإنك إذا أهديته اهتدى واتبع الهدى، بخلاف من يسلك مسالك الضلال عن قصد ويتبع غير سبيل الهداية مستحسنًا لها؛ فإنه لا يهتدي وإن هديته.

قال الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (١٦)} [البقرة: ١٦].

وروى الإمام أحمد، والترمذي وصححه، وابن ماجه، والحاكم وصححه، عن أبي أمامة - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ


(١) انظر: "حياة الحيوان الكبرى" للدميري (٢/ ١١٠).
(٢) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (٢/ ١٤٩)، وعنده: "الدريص" بدل "ضريس".
(٣): "الصحاح" للجوهري (٥/ ١٧٤٩) (مادة: ضلل).

<<  <  ج: ص:  >  >>