للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {تَثْبِيتًا} [النساء: ٦٦]، أي: تصديقًا، كما رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي (١).

وفي الآية دليل على أن العمل بالموعظة التي يسمعها العبد تفيده زيادة الإيمان، والأجر العظيم في الآخرة، والتوفيق لعملٍ آخر صالح في الدنيا.

وأسعد الحاضرين بالمواعظ والقصص من كان بعد قيامه من المجلس أزهد منه في الدنيا قبل حضوره، وأرغب في الآخرة.

وروى الدينوري في "المجالسة" عن جعفر قال: كنت إذا أصبت من قلبي قسوة أتيت محمَّد بن واسع رحمه الله تعالى فنظرت إليه نظرة.

قال: فكنت إذا رأيت وجهه رأيت وجه ثَكْلى.

قال: وسمعته يقول: أخوك من وعظك برؤيته قبل أن يعظك بكلامه (٢).

فهكذا ينبغي أن يكون المذكِّر والسَّامع، ومن خرج عما ذكرناه فهو مفتون، ومن لم يكن كما وصفناه فهو مغبون.

٤١ - ومن أعمال بني إسرائيل وأخلاقهم، بل سائر أهل الكتاب: ذِكْر الله تعالى بالألسنة والقلوب لاهية، أو والنفوس ظالمة.

روى أبو نعيم في "الحلية" عن مالك بن دينار قال: بلغني أن بني


(١) رواه الطبري في "التفسير" (٥/ ١٦١)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٣/ ٩٩٦).
(٢) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>