للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواعظ يذيعه عنه، ولا من أحد من الحاضرين كما يفعله كثير من الأسافل الذين لا يحضرون مجالس الخير إلا لذلك.

روى الإمام أحمد، وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ يَسْمَعُ الحِكْمَةَ وَلا يُحَدِّثُ عَنْ صاحِبِهِ إِلَّا بِشَرِّ مَا سَمِعَ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا فَقَالَ: يَا رَاعِي! اجْزُرْ لِي شَاةً مِنْ غَنَمِكَ، قَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا شَاةً، فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الغَنَمِ" (١).

وروى ابن جهضم عن يحيى بن معاذ الرَّازي رحمه الله تعالى قال: لا يحضر مجالس الذِّكر إلا ثلاثة: راغب، وطالب، وعائب.

فالراغب يريد بحضوره ما عند الله تعالى.

والطَّالب يريد بحضوره العلم والأدب.

والعَّائب يريد بحضوره إصابة عيب فيذيعه.

فلباب المجلس للرَّاغب، وفوائده للطَّالب، ووباله للعائب.

الثاني عشر: أن يعمل بما وُعِظَ به، ولا يقنع برقة قلبه ودمعة عينه في المجلس، فإذا قام منه نسي ما كان فيه، فإنما ثمرة العلم العمل.

قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (٦٦) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (٦٧) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [النساء: ٦٦ - ٦٨].


(١) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>