للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠١ - ومنها: التشبه بالحمار وغيره من البهائم في عدم الانزجار عن الشيء إلا بالإهانة، والضرب بالسَّوط ونحوه.

روى عبد الله ابن الإِمام أحمد في "زوائد الزهد" عن سفيان بن عيينة قال: قال أمير المؤمنين علي - رضي الله تعالى عنه - للناس: عاقبتكم بالدِّرَّة التي يعاقب بها أولي النهي، وعاقبتكم بالسوط الذي يعدل به الإبل.

وذكر ابن سعد في "طبقاته": أن أول من اتخذ الدِّرَّة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.

قال: ولقد قيل بعده: لَدِرَّةُ عمر أَهيبُ من سوطكم (١).

قلت: وإنما كان لأمرين:

الأول: قوة عمر - رضي الله عنه - وصلابته في الدين، وخوفه من الله تعالى، فكانت له هيبة تكفيه معها الدِّرَّة.

والثاني: أن الناس كانوا قريبي عهد من الإِسلام، وكان للإسلام حدة ووقار، وللناس إذ ذاك حياء موفر، فكانت دِرَّة عمر تكفيهم في رد من انحرف منهم عن جادة الاستقامة.

ثم لما تبدت في الناس مَخَايل الخلاف وأوائل الانحراف احتاجوا إلى زيادة في التخويف والعقوبة.

وقد روى عبد الله ابن الإِمام أحمد عن ابن جدعان قال: كان عمر


(١) انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ٢٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>