[١٩ - ومنها: حفظ أخبار العجم على وجه الاستحسان لها وبثها، والعناية بكتب الأعاجم التي لا تتعلق بعلوم الشرع.]
قال الحليمي في "منهاجه" في باب حفظ اللسان: ومما يناسب هذا الباب، ويلتحق بحملته شغل الزمان بقراءة كتب الأعاجم، والركون إليها، والتكثر بحفظها، والتحدث بما فيها، والمذاكرة عند الاجتماع بها.
قال الله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}[لقمان: ٦] الآية.
قال الكلبي، ومقاتل: نزلت في النضر بن الحارث بن كلدة؛ كان يتجر ويأتي الحيرة ويشتري بها أخبار العجم، ويحدث بها قريشاً، ويقول: إن محمداً يحدث بحديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم بحديث رستم وإسفندبار وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه، ويتركون استماع القرآن، فأنزل الله تعالى هذه الآية:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}[لقمان: ٦]، انتهى (١).
نعم، إذا طالع الإنسان أخبار الأعاجم وغيرها بلا حماض وترويح الخاطر، ثم يعود إلى ما يعنيه فلا بأس، وعليه يحمل ما يروى من ذلك عن السلف والخلف، ونبَّهَ على ذلك والدي رحمه الله تعالى