سمع كلمات علية، فخلطها برأيه العاطل، وأبدع في كلّ باب كلمات غير مسموعة ولا معقولة، وربما عاند الحس، فلما وقف آل البيت على بدعته تبرؤوا منه، فصرف الدّعوة إلى نفسه، فادعى أنّه الإمام أولًا، ثمّ ادعى أنّه القائم ثانيًا.
وقال هو وأصحابه: الأنبياء تارة أهل التقليد عجزة، والقائم قائد أهل النظر، وأهل النظر هم أولوا الألباب (١).
[الفرقة الثامنة من الغلاة: الهشامية.]
أصحاب هشام بن الحكم المشبه، وهشام بن سالم الجواليقي الناسج على منواله في التشبيه.
قالوا: إنَّ بين معبودهم وبين الأجسام تشابهًا ما، ولولا ذلك لما دلت عليه.
وقالوا: معبودهم جسم ذو أبعاض، وله قدر، لكن لا يشبهه شيء من المخلوقات.
وحكي أنّهم يقولون: إنّه سبعة أشبار بشبر نفسه، وإنه في جهة مخصوصة، وله حركة هي فعله، وليست من مكان إلى مكان، وقالوا: إنّه بالذات لا بالقدر.
وحكي أنّهم يقولون: إنّه ماسٌّ لعرشه، لا يفضل منه عنه شيء.