للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوم، فاستثقلوا نوماً، فأتى عليهم وهم نيام، فقضى حاجته، ثم عاد فأتى عليهم، فاستيقظ بعضهم، فقال: من هذا؟

قال: بخت نصَّر.

قال: هذا الذي جن إلينا فيه الليلة.

فضربه فقتله، فأصبح الخبيث قتيلاً. رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وابن جرير عن سعيد بن جبير، وعن السدي، وعن وهب بن منبه (١).

١٨ - ومن أخلاق فرعون وقومه: حب الدنيا، والاغترار بها، والافتخار بها، ولبس الحلي لغير النساء، والأعجاب بالنفس، وامتهان الغير واحتقاره خصوصاً الفقراء، واعتياد نوع من الزينة والسمت المخالفَين للشريعة خصوصية لذوي المناصب لتمييزهم عن غيرهم.

قال الله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٥١) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (٥٢) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ} [الزخرف: ٥١ - ٥٣].

قال مجاهد: كانوا إذا سوَّدوا رجلاً سوَّروه وطوَّقوه بطوق من ذهب


(١) رواه ابن جرير في "التفسير" (١٥/ ٣٥ - ٣٦) عن سعيد بن جبير، وعن السدي، وعن وهب بن منبه. وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٢٤٠ - ٢٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>