للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأول من اتخذ الأعوان والشرط في الظلم والجور: نمرود.

وقد روى أبو نعيم في "الحلية" عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى: أنه مر ومعه بعض صحابه بشرطي نائم، وقد حان وقت الصلاة، فذهب صاحبه يحركه، فصاح سفيان به، فقال: يا أبا عبد الله! يصلي.

قال: دعه لا صلى الله عليه، فما استراح الناس حتى نام هذا.

وعنه أنه قال: إن استرشدك أحد من هؤلاء الطريق فلا ترشده (١).

٧ - ومنها: التنجيم والتكهن، وتصديق المنجم والكاهِن.

وهذا هو الغالب الآن على أكثر الولاة والحكام حتى القضاة، بحيث إن من يتكهن لهم أو ينجم متسترًا بالتجفر والأوفاق (٢)، خصوصًا إذا وافق ما يخبرهم به قدرًا ولو في أمر جزئي يحبونه ويعظمونه، ويصلونه ويكرمونه، ولو كذب في عشر رجاء أن يصح خبره في واحدة.

وإنما يباح من علم النجوم ما يعرف به أوقات الصلاة ومراسم العبادة، وما عدا ذلك فهو من أعمال الجاهلية.

وأول من خاض في ذلك بغير علم: نمرود وقومه.

قال الله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (٨٨) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (٨٩)} [الصافات: ٨٨، ٨٩].


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ٤١).
(٢) الأوفاق: وتسمى علم الأشكال وعلم الجداول، وتسمى الأشكال والجداول بالمثلث والمربع والمخمس ونحوها. انظر: "الفروق" للقرافي (٤/ ٣٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>