للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمينًا [أنه لم يكن صَرَّافاً، ولا مَكَّاساً، ولا عريفاً، ولا بريداً، دللتكم على غسله، فأعانهم على غسله، قالوا له: تقدمْ فصلِّ عليه، فقال: لا، إلا أن تحلفوا لي أربعًا وثلاثين يمينًا أنه لم يكن صَرَّافاً، ولا مَكَّاساً، ولا عريفاً، ولا بريداً صليت عليه، فحلفوا له أربعث وثلاثين يمينًا، فصلى عليه، ثم ذهبوا ينظرون، فلم يروا أحدًا، فكانوا يرون أنه ملك (١).

* تنبِيْهٌ:

قال ابن هبيرة في "الإشراف على مذاهب الأشراف": اتفقوا على أن الشهيد -وهو من مات في قتال الكفار- لا يغسل، انتهى.

فعلى هذا: لا يقتدى بالملائكة في تغسيل الشهيد؛ حيث غسَّلوا حمزة وحنظلة -كما علمت- وقد قتلا شهيدين في غزوة أحد، لكنا أوردنا حديث ابن عبَّاس والحسن في هذا المحل؛ إشارة إلى أن أصل تغسيل الميت من عمل الملائكة عليهم السَّلام، ولذلك قدمنا حديث تغسيلهم لآدم عليه السَّلام؛ لأنه محل الاقتداء بهم لأن آدم لم يمت شهيدًا.

وروي: أن الملائكة لم تغسّل حمزة وحنظلة إلا لأنهما كانا جُنُبَيْن حين استشهدا.

فالنظر حينئذٍ في الشهيد إذا مات جنبًا هل يُغسَّل أم لا؟

فقال مالك رضي الله تعالى عنه: لا يُغسَّل.


(١) رواه ابن أبي الدُّنيا في "الهواتف" (ص: ٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>