للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* فائِدَةٌ عاشِرَةٌ:

ينبغي لك إذا لم تكن صالحاً ألا تقع في الصالحين؛ فإن ذلك هو السم القاتل.

وقد سبق أن غِيبتهم أشد من غيبة غيرهم، وليست أذيتهم كأذية غيرهم، ولا عداوتهم كعداوة غيرهم؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "يَقُولُ اللهُ تَعالَى: مَنْ عادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ" (١).

وفي رواية: "مَنْ آذَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ" (٢).

والصالحون هم الأولياء كما سيأتي.

وروى البيهقي عن مالك بن دينار رحمه الله تعالى قال: كفى بالمرء شراً أن لا يكون صالحاً، ويقعَ في الصالحين (٣).

قلت: فإنه جمع شرين: فسادَه، والوقيعةَ في أهل الصلاح.

ومن لطائف أبي سليمان الداراني رحمه الله تعالى: ما رواه أبو نعيم عن أبي أحمد بن الحواري قال: قلت لأبي سليمان: إن فلاناً وفلاناً لا يقعان على قلبي.

قال: ولا على قلبي، ولكن لعلنا أُتِينا من قلبي وقلبك، فليس فينا


(١) رواه البخاري (٦١٣٧) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٤).
(٣) رواه البيهقي في"شعب الإيمان" (٦٧٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>