والأخبار عنهم كثيرة، وتأمل ما في قولهم:{فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ} من حيث لم يقولوا: ادع لنا ربنا.
وأما النصارى فإن المائدة لما نزلت عليهم كان يأكل منها الأغنياء والفقراء، فلما تم أربعون يومًا أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام: يا عيسى! اجعل مائدتي هذه للفقراء دون الأغنياء، فتمارى الأغنياء في ذلك، وعادَوا الفقراء، وشككوا الناس، فقال الله تعالى: يا عيسى! إني آخذ شرطي؛ يعني: قوله: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ}[المائدة: ١١٥]، فأصبح منهم ثلاثة وثلاثون خنزيرًا. رواه الحكيم الترمذي في "حديث المائدة" عن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه (١).
* تنبِيهاتٌ:
الأَوَّلُ: تأمل فإن مزاحمة الأغنياء للفقراء في أرزاقهم ومرتفقاتهم ظلم بيِّن، وقد يكون سبب نزول العقوبة، ومن ثمَّ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عِنْدَ اتِّخاذِ الأَغْنِياءِ الدَّجاجَ هَلاكُ القُرَى". رواه ابن ماجه، وابن عساكر من