قال: ما رأيتُ هناك درجة أرفع من العلماء، ومن بعدها درجة المحزونين (١).
روى هذه الآثار ابن أبي الدُّنيا في "الحزن".
- ومن أوصاف الحمام: الصبر على المصيبة وعدم الجزع؛ فإن الحمامة إذا ذُبحت فراخها لم تنفر من وكرها، ولم تَطِرْ منه، بل تبقى على ألفة أهلها وملازمتهم.
قرأت من خط البرهان بن جماعة في "تذكرته": قال عيسى عليه السلام: يا بني إسرائيل! تكون في بيوتكم الحمام تفرخ وتذبحون فراخها، فلا تنفر عنكم لما أسلفتم من العلف والماء والإحسان، يأخذ الله بعض أولادكم فتسخطون عليه، وتفرون منه؟ فبئس المثل لكم! انتهى.
فلا ينبغي للمؤمن أن يكون أعجز من الحمام في الصبر وعدم الجزع، بل يصبر إذا أُصيب بولده ونحوه، ويسترجع ويحمد الله على كل حال.
نعم، جرت عادة الأدباء بنسبة الشَّجن والحزن والنوح إلى الحمام، ولعل الأصل في ذلك ما ذكره الأستاذ أبو القاسم القشيري في "التحبير": أن يوسف عليه السلام كان له زوج حمام، فلما فارق