للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الدارمي عن حبيب بن عبيد رحمه الله تعالى قال: كان يقال: تعلموا العلم وانتفعوا به، ولا تعلموه لتجملوا به؛ فإنه يوشك إن طال بكم عمر أن يتجمل ذو العلم بعلمه كما يتجمل ذو البِزَّة ببزته (١).

وروى عن يحيى بن خالد قال: الشريف إذا تقرى تواضع، والوضيع إذا تقرى تكبر (٢).

وروى أبو نعيم عن كعب رحمه الله تعالى قال: يوشك أن تروا جهال الناس يتباهون بالعلم ويتغايرون عليه، كما تتغاير النساء على الرجال (٣).

[٦ - ومنها: إنكار فضل ذوي الفضل، وتجهيلهم في علمهم، والإعراض عما يجيئون به من الحق مع العلم بأنه حق.]

قال الله تعالى في حق اليهود: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: ١٠١].

ذمهم بأنهم تجاهلوا ما جاءهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصادوق، وأنكروه عليه، وعاملوه معاملة الجاهلين بأمره.


(١) رواه الدارمي في "السنن" (٣٦٩).
(٢) ورواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٧٧).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٣٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>