للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ؛ أي: أمعاؤه، فَيَدُوْرُ كَمَا يَدُوْرُ الحِمارُ في الرَّحَا، فَيَطُوْفُ بِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَيَقُوْلُوْنَ: مَا لَكَ؟ فَيَقُوْلُ: كُنْتُ آمُرُ بِالخَيْرِ وَلا آتِيْهِ، وَأَنهى عَنِ الشَّرِ وَآتِيْهِ" (١).

قلت: فالعالم الذي لم ينتفع بعلمه يعيش في الدنيا مثل الحمار، ويدور في النار يوم القيامة كما يدور الحمار في المدار.

وفي المعنى قلت: [من الكامل]

حَرِّرْ عُلُومَكَ ما اسْتَطَعْتَ وَلا تَكُنْ ... مِثْلَ الْحِمارِ يُحَمَّل الأَسْفارا

وَاعْمَلْ بِعِلْمِكَ إِنَّ عَبْداً لَمْ يَكُنْ ... بِالْعِلْمِ يَعْمَلُ سَوْفَ يَصْلَى النَّارا

فَيَدُورُ فِيها كَالْحِمارِ عَلى الرَّحا ... لا يَبْرَحَنَّ عَلى الْمَدَى دَوَّارا

فَيَطُوفُ فِي الدُّنْيا حِماراً سارِحاً ... وَيَدُورُ فِي نارِ الْجَحِيمِ حِمَارا

* تنبِيهٌ:

وقع تشيبه العالم إذا لم ينتفع بعلمه بالشاة التي ترعى ما لا تنتفع به فيما روى ابن أبي شيبة عن أبي وائل رحمه الله تعالى قال: ما شبهت


(١) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>