للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يَقْطَعِ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ صَلاتَهُ" (١)؛ أي: لئلا يقطع.

فالدنو من السترة مانع من قطع الشيطان لصلاة العبد، وحيلولته بينه وبينها.

وروى عبد الرزاق أيضاً عن عمر - رضي الله عنه -: أنه قال في المار بين يدي المصلي: لا تدعه يمر بين يديك؛ فإن معه شيطان (٢).

وفيه إشارة إلى أن مرور المار بين يدي المصلي يكون سبباً لمرور الشيطان بين يديه، فهو قرين الشيطان مكاناً وحالأ؛ فاحذره.

ودل كلام عمر هذا مع كلامه السابق والحديث: أن الشيطان يستبيح المرور بين يدي المصلي بدون السترة ومع بُعْدِها، فإن قربت لم يستبحه إلا إن مر بين يديه وبين سترته مارٌّ من الإنس، ومن ثم حرم المرور حينئذ.

[٥٧ - ومن أعمال الشيطان -لعنه الله- العبث بكل طائع في كل طاعة أمكنه العبث به ليشغله عن طاعته أو يفسدها.]

روى الإمام أحمد، والطبراني في "المعجم الكبير" ورجاله ثقات، عن أبي الطفيل رضي الله تعالى عنه قال: قلت لابن عباس - رضي الله عنهما -: يزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعى بين الصفا والمروة، وأن ذلك سنة؟

قال: صدقوا، إن إبراهيم عليه السلام لما أمر بالمناسك اعترض عليه الشيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم عليه السلام، ثم ذهب به


(١) تقدم تخريجه قريباً.
(٢) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٢٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>