للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشاعر: [من الكامل]

احْفَظْ لِسانَكَ أَيُّها الإِنْسانُ ... لا يَلْدَغَنَّكَ لَدْغَةَ الثُّعْبانِ

وأنشد القاضي الماوردي لبعض أهل العلم: [من البسيط]

لا تَرْكَنَنَّ إِلَى ذِي مَنْظَرٍ حَسَنٍ ... فَرُبَّ رائِقَةٍ قَدْ ساءَ مَخْبَرُها

ما كُلُّ صَفْراءَ دِينارٌ تُصَرِّفُهُ ... صُفْرُ العَقارِبِ أَنْكاها وَأَنْكَرُها (١)

وأنشد ابن أبي الدنيا، والأصبهاني بإسناديهما لسفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: [من مجزوء الرمل]

خَلِّ جَنْبَيْكَ لِرامِ ... وَامْضِ عَنْهُ بِسَلامِ

مُتْ بِداءِ الصَّمْتِ خَيْرٌ ... لَكَ مِنْ داءِ الكلامِ

إِنَّما السَّالِمُ مَنْ أَلْـ ... ـجَمَ فاهُ بِلِجامِ

وَالْمَنايا آكِلاتٌ ... شارِباتٌ لِلأَنامِ

شبه اللسان بالدابة السريعة التي تحتاج إلى اللجام والفدام.

١٤٥ - ومنها: التشبه في إطلاق اللسان في كل زمان ومكان

بالعقرب؛ فإنها تضرب ما وجدت حتى الحجر والمدر.

ومن أحسن ما قيل في ذلك: [من المتقارب]

رَأَيْتُ عَلى صَخْرَة عَقْربا ... وَقَدْ جَعَلَتْ ضَرْبَها دَيْدَنا


(١) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>