للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

أولو الألباب من الأولياء والصالحين على قسمين: صديقون، وأبرار.

فإما الصديقون، فهم الذين لا يريدون من الله غيره، وسيأتي الكلام على أخلاقهم، وهم أشرف الأولياء، وأكمل الصالحين، وأعقل أولي الألباب.

وأمَّا الأبرار فهم الذين لا يريدون من غيره شيئًا، ولكن يريدونه، ويريدون منه ثوابه المعدَّ لهم في الآخرة، وهي إرادة محمودة لقوله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: ١٩].

وذكر سبحانه الأبرار، وما أعد لهم، ثم قال: {إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} [الإنسان: ٢٢].

وقال تعالى: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران: ١٩٨].

وينبغي أن نذكر جملة من أخلاقهم وأعمالهم، وإن كانت داخلة في أخلاق الصالحين والأولياء وأعمالهم، أو هي هي؛ فإن العمل الصالح

<<  <  ج: ص:  >  >>