قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى في الآية: مَنَّ فرعون على موسى حين رباه بقوله: كفرت نعمتي. رواه ابن أبي حاتم (١).
والمن لا يليق إلا بالله عز وجل، وهو من المُكلف من أشد الحرام، وهو خلق من أخلاق اللئام.
وقال الله تعالى:{لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}[البقرة: ٢٦٤].
قيل: المن: أن يستخدمه بالعطاء، والأذى: أن يعيره بالفقر.
وإنما أراد فرعون تقريع موسى واستخدامه بنعمته، ومن ثم قال:{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ}[الشعراء: ٢٢]، فأشار إلى أن فرعون جمع بين المن والأذى؛ وأي أذية أعظم من إهانة قومه واسترقاق حَيِّه؟
٢٩ - ومن أخلاق فرعون وقومه: الأشر، والبطر، والعجب، والأمن من مكر الله تعالى، والاستخفاف بآياته؛ وكلها عظائم.