للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف: ٤٦ - ٥١] الآية.

وهذه الآيات تدل على اتصاف فرعون بما ذكرناه.

وقولهم: {يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} يدل على أنهم كانوا في أعلى طبقات الحماقة؛ إذ أساءوا في خطابه، وأفحشوا في سبابه وهم يطلبون منه أن يدعو لهم.

أو هو محمول على الاستخفاف به والتهكم عليه، وما كانوا يعتقدون فيه أنه مستجاب الدعوة.

أو كانوا يرون أن السحر فضيلة والوصف به مدحة.

وكل ذلك يدل على خبث طويتهم، وقوة شكيمتهم، وعومهم في بحابح الجهل.

وروى الإِمام أحمد في "الزهد" عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى: أن الله تعالى لما بعث موسى عليه السلام إلى فرعون قال له: أنت جند عظيم من جنودي، بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي بطر نعمتي، وأمن مكري، وغرته الدنيا عني حتى جحد حقي، وأنكر ربوبيتي، وعبد دوني، وزعم أنه لا يعرفني، وإني أقسم بعزتي! لولا العذر والحجة اللتان وضعت بيني وبين خلقي لبطشت به بطشة جبار يغضب لغضبه السموات والأرض، والجبال والبحار؛ فإن أمرت السماء حصبته، وإن أمرت الأرض ابتلعته، وإن أمرت الجبال دمرته، وإن أمرت البحار غرقته، ولكنه هان علي وسقط من عيني، ووسعه حلمي، واستغنيت بما

<<  <  ج: ص:  >  >>