للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه أبو عمرو الداني في "الفتن"، ولفظه: "خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ القُرُوْنُ الِّتيْ بُعِثْتُ فِيْهِم، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم، ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلُوْنَهُم - قال مطر: والله أعلم أذَكَر الثالث أم لا، - ثُمَّ يَنْشَأُ قَوْم يَشْهَدُوْنَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُوْنَ، وَينْذُرُونَ وَلاَ يُوفُونَ، ويُحَدِّثُونَ وَلاَ يُوقنُونَ، وَيَفْشُو فِيْهِمُ السِّمَنُ" (١).

قلت: وسبب فشو السمن فيهم تواطؤهم على اتباع الشهوات وإيثار المستلذات، وغفلتهم عما يراد بهم ومنهم، وأمنهم من مكر الله تعالى، وعدم مبالاتهم بما نقص من دينهم، أو أخذ من أعراضهم إذا توفرت لهم أنواع دنياهم، وتوصلوا إلى أغراضهم، وهو حال أكثر أبناء هذا الزمان؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون!

وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أنه النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّهُ لَيَأتي الرَّجُلُ العَظِيْمُ [السَّمينُ] يَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوْضَةٍ" (٢).

[٣٢ - ومن الخصال المشار إليها: البطالة، والفراغ عما ينتفع به العبد في معاده، أو في معاشه.]

روى أبو نعيم عن الشافعي رحمه الله تعالى قال: ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن.

قيل له: ولم؟


(١) رواه أبو عمرو الداني في "الفتن" (٣/ ٦٧٣)، وكذا الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٤٣٦).
(٢) رواه البخاري (٤٤٥٢)، ومسلم (٢٧٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>